نارُ الشّوقِ...بِمَ تُطفى ؟
سأل عاشق متطببا وصفة لوجع الشّوق: فقال له:" عليك بحبات من لوز، وحبات من جوز، وحبات من فستق، واطحنها حتى تصبح دقيقا وزد عليها ملعقة من عسل أسود، واجعلها على رأسك.
قاطعه العاشق بقوله: ويحك هذه الوصفة أنفع في بطني منها فوق رأسي.
طرفة عربية
نارُ الشّوقِ ... بِمَ تُطفى ؟
ضياءْ...
يا عزيزَ أبيه
يا نورَه في الدُّجى
يا سفيرَه إلى الأحلامِ
يا مِصباحَه السِّحْريَّ
يا عُكّازه التي ادّخَرَها
لأَرْذل العُمْرِ
لمآربَ شتّـى
دُلّني عن مكانِ اللّقاءْ
دُلّني Pa
عن خُلوة ليست تُرى
بعيدًا ... بعيدًا جِدَّا
حتّى أُطِيلَ ضمّك
كضَمَّةِ "حيثُ" في لُغتِنا
وضمّة ما بعدَها ذُكِرَ
ولا يَقطَع عِناقي
منادٍ
أو نداءْ
ولو صاح مَن في المئذنة
حيَّ على الصّلاهْ
ففي شرعِنا
يتخلّف عن الجمع فجرا
سبْعةً كاملَة
من ضمّ الضّمة الأُولى
وليس آثِمَا
أضمُّكَ
كَما ضَمّ يَعقوبُ يوسُفَ
بل كما ضمّتْ أمُّ موسَى
رضيعَها
قبلُ أن تُـركِبه اليمَّ
وأدُسُّ أنْفي في ثوبكَ
وأُغطّي به الوجهَ
لأشُمَّ مِسكًا وعَنبرَا
نَفَسًا عميقًا
عميـــــقًا جدَّا
حتىّ يصلَ الدِّماغَ والأحشَاءْ
كحشّاشٍ مُنع مِن حشيشِه دَهرَا
كعاشقَيْن لم يفُوزا باعترافٍ للُقـيَا
فإذا تقابلاَ
كانا عِند التَّقبيلِ
كمَن اقتـَتلاَ
كمَن غُسِلا
لا تهربْ مِنّي pa
ومِن شَنبٍِِِ يُدمِي خَدّكَ
كشوكٍ جفّ قبلَ نُوحٍ بسَنهْ
يلدغُ جلدًا طريّا ناعمَا
سأُوصِي بِحلقِه قبل أن أُغسَّل
أو بنَتفه
شعرةً إثْـرَ أخرَى
لا تَهربْ منِّي ضياءْ
فلستُ مِمّن يطلبُ شَفعَا
أنا مِن زمنٍ
لا أذكُرُ متَـى بَدأ
أرَى على قول الشُّـرَاهْ
ليس للمرءِ شفيعٌ أبدَا
إلاّ ما كان قد عَملَ
فلا تخفْ ضياء ْ
كذا أُحبّك Pa
بعيدًا عَنْ ذا وذا
أريدُك وحيدًا حتَّى لا يُدرِكنَا
عَاذلٌ
أو نِداءْ
فشَـوْقِـي إليكَ كبير Pa
كحُوتٍ
كاد يبلع حوتِ بن مَـتَّى
بل أكبرَ
شَـوْقِـي طويلًُُ Pa
كيومٍِ عِند ربِّنا
خمسينَ ألفَ سنَـه
مِنْ عَـدِّنـا
ما نقُص منها شيئَا
ولعلّه كان فقطْ
يُقرِّبُ لنا المعنىَ
شَـوْقِـي قويٌّ Pa
كزلزالٍ زاد درجَة
على سلَّم ِ ريشتر
رسمها في قبلي كما تلاَ
إلخ ...
شَـوْقِـي فسيحٌ Pa
كجنّةٍ عرضُها
سماواتٌ سبعٌ
وزِدْ عليها الأرضَ
وطولُها ضِعفُ ذلكَ
شَـوْقِـي عميقٌ Pa
كبئر نفطٍ في البحرِ حُفرَ
كجُرحٍ مِن سيفِ عَليٍّ
أو من سيف عنترَه
شَـوْقِـي حديثٌ Pa
كحَدثٍ عاجِلٍ يُنقلُ
غضًّا
على الهواءْ
شَـوْقِـي غَـزيرٌ Pa
كشَعْرِ يتيمٍ لم يُحلَق مُذ وُلِـدَ
كغابةِ الاستواءْ
قبل أنْ تُقلعَ
كمطرٍ إعصاريٍّ
هَطلَ صيفًََا
أو شِـتاءْ
شَـوْقِـي ثـمينُُ Pa
كعِقدٍ حَوَى
ياقوتًا
وزَبرْجَدًا
وعسْجَدا
أهداه كِسْـرى
أو فرعونُ
أو سلطانُ عصْرنَا لامرأةٍ ساحِرَه
ودوّن سعره رقما قياسيا
في سفر "جينس"
شَـوْقِـي بسيطٌُُ Pa
كنصِّـيَ
ما الْتزَمَ عمُودًا
وما قَال مُستَكرَهَا
كجُملةٍ اسـميةٍ
ضَمّتْ مُبتدأً وخبَرَا
وخَلتْ مِن نواسخَ
ولم يطلبْ أحدٌ شَرحَها
أوْ إِعْرابَها
شَـوْقِـي فضيعٌ Pa
كطبقٍ من فُلفلٍ صغيرٍ أحمرَ
شَوى الـمَعِدَه
وزاد حَرقَا
فلم يَسكبْ عليه أحدٌ زيتَا
شَـوْقِـي عتيـدٌ Pa
في سنّ نوحٍ لو جاوز الألْفَ
بألْف أخرَى
فما زادَه السِّنُّ إلاَّ بأسَا
شَـوْقِـي أصيلٌ Pa
كأصْحابِ الرَّقيمِ
نامُوا دهْرَا
وأفاقُوا عَلى حَنِيفيَّةٍ سَمْحاءْ
وأخرجُوا درهمًا صدِئَا
ذِكْرى منْ آدمَ
شَـوْقِـي نقيٌّ Pa
كعِرْضِ أُختِ هارُونَ عنْدنا
لا كما افْترى
أصحابُ التَّوْرَاه
أوْ أصحَابُ الأناجِيلِ الخمسَه
يُوحَنَّا
ومَـتَّـى
ولُوقَا
ومَرْقص
وبُولُسَ
شَـوْقِـي وفِـيٌّ Pa
كامرأةِ غَيلانَ
طلبتْ وَصْلَه فورَا
تَسبقُ الرّبيعَ إليه
وتَـركبْ بَحرًا ساخناَ
فماتَ شوقَا
والطَّريقُ ما انْتصَفَ
وظنَّ النّاسُ أنَّه ما أحسَنَ عدَّا
شَـوْقِـي عجيبٌ Pa
أُعْجوبة العَصرِ الثّامِنَة
أَغرَب منْ هَرمٍ ومَا حَوَى
ومِن جنَّةٍ مُعلّقَـه
ومِن بُرجٍ مَال وما هَوَى
ومِن شاهِدِ بارِيسَ الشّامِخَ
ومِن سُور الصّين وقدْ عظُمَ
ومِن تِمثالٍ
هُو كُلُّ الحُرِّيةِ في أمْريكَا
ومِن منارةِ المقْدونيِّ
أتَى مِصرَ فاتحًا
فبنَى عَجبَا.
شوقي غريبٌ Pa
كحرف الفاءْ
في سورة الفاتحة
سبق العنوان إليها
وغاب من نصّها
شوقي كثيف Pa
كسكّان عزّة
كمعاني شعر الخنساءْ
كدمعِيَ
شوقي رصينٌ Pa
كأصحابِ الجنَّةِ
أمسَوْا أغنياءْ
وأصبحُوا فقراءْ
فما زاد زادُوا
عن
سُبحانَ ربِّنـَا
شوقي دقيقٌ Pa
كقولِ ربِّـنَا
"وَأنْ ليْسَ لِلإنْسَانِ إلاَّ مَا سعَى
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى
ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى
شوقي وسيمٌ Pa
كوجه نرسيس
قبل أن يغرق
شوقي جميلٌ Pa
ككاعب لم يطمثها قبلنا
أحدا
Pa
هلْ وجَدتَ شوقًا كشَوقيَ
جمع كلّ الأبعادِ
وتركنِي حائرَا
أُفتِّش في اللّغةِ
وفي الهندسَة
عمّا جمعَ ومنعَ
فما جمعَ
وما منعَ
Pa
هل أشبهتُ صوفيًّا كافرَا
فلا حلّ الله فيه فرجًا
ولا حلّ شوقه فرجَا
فبقيَ مُعلّقَا
بين أرضٍ وسماءْ
Pa
...
كيف أُترجمُ الشَّوقَ ؟
كيف أصنعُ الـمَـعْنىَ ؟
وكلُّ الزَّادِ جرسٌ لَـمْ يَجتَز حلْقَا
كيف أصنعُ المعنى مِن حَرفٍ
هُو في الأصْلِ هواءْ
يَغادِر الـجَوفَ
فيُحرِّكُ حَبْلاَ
فيقرَعُ جرَسَا
فيرتطم بآخر
كذا دون اتفاق
كذَا بِلاَ مَوْعدٍ أو مُواعَدَة
فيحصلُ معنَى
ككلبِ الجَاحِظ
يَفهمُ المعْنىَ
فيذرفُ اللُّعابَ
ويرقبُ في شوقٍ اللُّقْمةَ
Pa
كيف أصنعُ المعنى كامِلاَ ؟
وكلُّ اللُّغَة
نقاطٌ
فخُطوطٌ
فحُروفٌُُ
فأفعالٌ
فأسماءْ
هل في كُلِّ ما ذكرتُ
ما قاسَ الشَّوقَ ؟
أو
سلَّ شَوكَ الجمرِ
مِن قلبيَ
أو غاصَ عميقًا
ليُخرجَ لُؤلؤَ حُبِّكَ
أو أوقفَ الزَّمنَ
أو أعادَ الذِّكرَى
حيةًَّ
تسعَى
كحيَّةِ مُوسىَ
يومَ الزّينة الكُبرَى
أو وجَّهَ للنَّار أمرَا
أنْ كوني بَردًا علَى عُمرَ
هل في كُلِّ ما ذكرتُ
ما خفَّفَ ألـمَا ؟
أو يَصلحُ بنْجَا
أو يَصلحُ خَدْرَا ؟
هل فِي كلِّ ما ذكرتُ
ورَكِّبْه كما تَشاءْ ؟
واستَعنْ إن شئتَ بابن أبي سُلمَى
بالمتنِّبي
بالجاحظِ
بالجُرجاني
وبالفِرِنْجَة قاطِبَة
ثُـمَّ أجِبني
هل تُعيدُ الكلماتُ ضياءْ ؟
أوْ
روح ضياءْ
أوْ
ريحَ ضياءْ ؟
أوْ
صوتَ ضياءْ ؟
أوْ
صِيتَ ضياء ؟
أوْ
ظُفر ضياء ْ؟
أوْ
ظُـرْفَ ضياء ْ؟
أوْ
أوْ واوًا ساكنة
معلّقه
أغنية تستوطن قلبيَ
أوْ... تكونُ لجُرحِي بَلسمَا ؟
وإنْ كانَ الجنيُّ للإنسيِّ ظهيرَا
وإنْ كان في قلمِ الكتابةِ ماءُ المحيطِ
يُـعوّضُ الحِبرَ
استثْني حياءً جمُلة في نصِّنا
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ
اِرْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَه".
مَرْحَى
مرحى بِحُكمِ ربِّنا
كُلُّ قَصْدِنا أنَّ التَّرجَمَه
فِريَةٌُ كُبْـرَى
لاَ يُصدِّقُهَا إِلَّا حَميرُنا
وبعضُ الأَغبِياءْ.