منِ الوَجهُ... مَن القفَا ؟
قرأت الكتاب عرفت المصاب
شاب رأسي وكم قلبي ذاب
سالت دموعي وضاقت ربوعي
واشتدت أحزاني بين ضلوعي
دعوت الإله انتظرت الجواب
ومن عاذى بالله أبدا ما خاب
صالح بن بلقاسم صالحي – الشرائع
منِ الوَجـهُ ... مَن القفَـا ؟
ضياء ْ...
أيا ضياءْ
أيا ... Pa
أيا من كنت تُجيبني
من أوّل نِداءْ
وأحيانا
قبله بقليلٍ
أو إذا الحرف في حلقي توسّط
أتسمع عمّتي الصّغرى ؟
عاذلٌ آخر أدرَكَنا Pa
تُريدُني وتريدُك أن نُنهيَ اللّقاءْ
وتُلحُّ في الطّلبِ كعادتِها
ولا تُفارقه إلاّ بالإجابةِ
أو بالبكاءْ
أخشى أن تُقاسِمني النّصفَ الآخرَ
من حبّكَ
أُدنُ قليلاً Pa
حتّى لا تَسمَعنا
Pa ... Pa
ذِيا...
ذِيا...
أُرقِّقُ الحرفَ عامِدَا
وآكلُ مع سبق إضمارٍ الهمزةَ
أخشى أنْ تَسمعَنا
إن أنا
وفّيتُ الحروفَ حقَّها
رسْـمًا
أو نطقَـا
أُودِّعُك كذِبَـا
وسأبقى رُغمَ أُنوفِهم معك
هِـي كأهلنا
لا تَعرفُ سِرّنا
ولا تعرف أنّنا كقطعةِ نقدٍ واحِدَه
لا يفصلُ فيها وجهٌ عن قفَا
وإذا فُصِلا
فسدتْ
وفسدَا
Pa
نحنُ اتّحَدْنا
مُـذْ
أودع الخالقُ بصمتَك الرّحِمَ
مُـذْ
صرختَ
صرخةَ الحياةِ الأُولَى
في الرّستاق
مُـذْ
حبوتَ الخُطوةَ الأولَـى
إلى الأمامِ
لا
بل إلى الوراءْ
مُـذْ
أتقنتَ الصّرفَ
قبل المدرسة بحولين أو أكثر
وما كنتُ لك معلِّمَا
كنت أسمّي لك حاكم عمانَ
أتهجى اسمه "قابوس"
فتكره طول الاسمِ
وتفهم منه ما تأخّرَ
وتضرب للفهم شاهدًا مدوّيَا
قُبلةٌ صادِقَه
كمنْ أحسنَ تصريف فعل "باس"
مـذْ
صِحتَ
... Pa ...
ولم أسمعْ قبلَها
كلمةً يُحذَف نِصفُها
فتُصبح بعدَ الحذْف أعذبَ
وأوضحَ
وأبلـغَ
مُـذْ
قُلتَ في العربهْ
بلهجةِ العمانِيّ إذا شكرَ
شاطِرْ ... شاطِر
تستحسِن زيارة "مَسقط" العامِرَة
وما اعتقدتُك قبلَها تُجيد قوْلاَ
مُـذْ
ختَـنـتُك في المشْفَـى
واعتبرتُك من يومِها رجلاًَ
تَطهّرَ ... فسَمَا
وبدأتُ اختارُ نيابةً عنك عروسَكَ
فأخطُبُ لك نَهارًا
في الذّهنِ مِئاتٍ
حتّى إذا حلَّ المساءْ
طلقتُهنّ منك واحدةً إثر أخرَى
بلا مؤخرٍ
بلا نَفقَه
وأقولُ ضياءْ
سينكحُ روميَّـةً شقـرَاءْ
ويصيرُ لأبيه صِهرًا ونَسبَـا
إذ يُزوّجْـه أُمَّها
ويدفع نيابةً عنْه مهرَهاَ
وأنجب منها ولدَا
ينادي ابنَك أخي
فيردُّ ابنُكَ
لبّيْـكَ خَالـيَ
فتَضحَك مُوافقاَ
مبارِكا
وتبتسم أمُّك
وفي وجْهَها
لوحةٌ صافيةٌ
كورقِ الخريفِ إذا سقطَ
مُـذْ
حملتَ الأدواتِ والكتبَ
مُـذْ
درستَ وكنتَ الأوّلَ
مُـذْ
حملتَ جوّالكَ وهتفتَ
Pa رصيدي نَـفدَ
مُـذْ
هتفتَ مُشاكِسَا
Pa
اطلُبـني Pa
وما أذكُر لحظتهَا
أنّك أحسنتَ قولاَ
من يومِهَا قلتُ مُفتخرَا
صار ضياء رجلاَ
أتذكُركمْ مرّةً هاتفتُكَ
فقط لأقُـولَ
Ca va pa ?
فتجيبُ
Ca va pa
فلم أميّـز
منِ الـمُنادِي ؟
منِ المنادَى ؟
ويُمتِـعُني صوتُ "الكُوسُوفِيِّ"
يأتيني صافيَا
كذا بِلا تَأْتـأَه
بِلا كَأْكـأَه
بلا فَأْفـأَه
بلا مأْمأَه
بلا غُـنّةٍ مُستهجَنَه
كمن صارَ في التّجويدِ شيْخَا
كبُلبلٍ غرّدَ
كلحنٍ جميل عُزفَ
مُـذْ
دخلتَ القصرينَ ُمُهنِّـئَا
بحلولِ الرّبيعِ في أرضنَا
بزَهرِ الحياةِ وقد تفتّحَ
أتذكر pa يوم زُرتَها مُفتخرَا
بثورةٍ كان أهلكَ البررَه
رِجالها
ومهدَها
ووقودَها
وحُماتَها
وسادتَها
وكُنتَ كـ"تِشِي"
رمزَها
وشعارَها
وغناءها
وعُنوانَها
أنظُرُ إلى الحشودِ مرّةً
ولك أُخرى
أتحرّى في وجهك
أملي
وأملها
Pa
أقسمُ أنّنا اتّحَدْنا
قبل الحلاّج
قبل البِسطاميّ
قبل ابن عربـي
قبل زاهدِ مِصرَ
ذاك المسمّى
ذا الميمِ
أو ذا النُّونِ
الأمرُ ما اختلفَ
ذا غُنّـةٍ وانتهَى
أنا أنت
وأنت أنا
وأنّ الزّاهِد بنا تشبَّهَ
لَـمّا روَى
"نحن رُوحان حللنا بَدنا"
لا يرونك بداخلي
ويقولون مِن وهمِهم
أنّني وحدي هُـنا